وظائف مهندسي البرمجيات ماتت فجأة

لم تمت بالتدريج ولم تختفِ بهدوء، بل سقطت سقوطا حرا بنسبة 70% خلال 18 شهرا فقط. إليك الحقيقة التي لا يريد أحد الحديث عنها:
المهندس "المتوسط" في طريقه للانقراض. ليس بسبب التسريحات أو الظروف الاقتصادية هذه المرة، لأنها مجرد أعذار جاهزة مثل "السيتسم واقف" عند موظف خدمة العملاء.
السبب الحقيقي أن هؤلاء المهندسين لم يعودوا مطلوبين. إليك بعض الحقائق التي قد تدفعك للبكاء (أو الضحك، اختر الأنسب لحالتك النفسية):
اثنان من المطورين مع ذكاء اصطناعي يمكنهما استبدال فريق كامل (نعم، هذا يشمل الشخص الذي يقضي 8 ساعات يشرب القهوة ويتأمل شاشة الكود).
وظائف المبتدئين اختفت.
مايكروسوفت حققت أعلى إيرادات لكل موظف في تاريخها (ربما لأن نصف الموظفين أصبحوا AI والنصف الآخر يعيش في هلع من أن يتحول إلى رمز زائد عن الحاجة).
حقيقة المشهد اليوم:
عالم البرمجة انقسم إلى معسكرين لا ثالث لهما:
الأول:
مهندسون يشتغلون لوحدهم أو مع شخص آخر (بالطبع، بمساعدة ذكائهم الاصطناعي الشخصي).
فرق صغيرة في شركات ناشئة، تبتكر ما كانت تبتكره شركات ضخمة (وهي مرتدية شباشب المنزل).
والثاني:
مَن تحولوا من مهندسين إلى صُنّاع محتوى أو أصحاب منتجات صغيرة أو أصحاب أعمال تجارية (يعني صانع محتوى على تيك توك يرقص وهو يشرح أكواد بايثون).
مهندس البرمجيات في 2025 أصبح شخصا مختلفا تماما عن نسخة 2020. لم يعد "مبرمجا" فقط، بل تحول إلى صانع منتجات، منشئ محتوى، أو قائد ثورة رقمية.

الخلاصة:
إذا كنت مهندسا عاديا في منتصف الطريق (أو تظن أنك كذلك)، فقد حان الوقت لتبدأ في التفكير بالبدائل، مثل أن تصبح يوتيوبر يشرح كيف يستطيع كتابة كود بلغة لا يفهمها حتى هو، أو فتح محل لبيع الكعك، إن كنت ما زلت مصرا على استخدام لقب "مهندس برمجيات".
العصر الجديد لمهندسي البرمجيات: إما خبير مبدع، أو صاحب مشروع صغير، أو بائع فلافل رقمي. لا حل وسط بعد الآن.
