عن ثقافة الشركة

استمعت اليوم لحلقة من بودكاست تحمل عنوان: كابوس اختيار الموظف المثالي في ثمانية، الحديث تطرق إلى مجالات مختلفة، من آليات التوظيف إلى بيئة العمل وحتى كيف يختار البعض صورهم في لينكدإن. لكن ما أثار فضولي أكثر هو: الثقافة في شركة ما.
وكعادتي عندما أجد شيئا مثيرا للاهتمام، أقرر أن أكتب عنه وكأنني خبير في المجال. لذا، إليكم هذه الخواطر المختلطة، إذا لم تعجبكم، فاعتبروها مجرد محاولة، على الأقل، سيكون لدي دليل على أنني فكرت في شيء مفيد هذا الأسبوع.
الثقافة الصحية لا تجعل القادمين الجدد يشعرون وكأنهم يتطفلون على نادٍ مغلق، أو كأنهم اقتحموا اجتماعا عائليا بالخطأ، حيث يتوقف الجميع عن الكلام لينظر إليهم. إذا كان عليك قضاء أول شهر في العمل وأنت تتساءل "من يمكنني أن أسأله دون أن أبدو غبيا؟"، فهذه ليست ثقافة.
لا أحد يبدع تحت التهديد. لا أحد يقدم أفضل ما لديه وهو خائف من الخطأ. الثقافة هي عندما يعرف الفريق أنه بإمكانه أن يطرح أي فكرة، بدون سخرية، بدون أحكام، بدون توبيخ.
الاحترافية لا تعني التصرف مثل آلة، يمكنك أن تكون كفؤا ولطيفا في الوقت ذاته، لا أحد يحب الرسائل أو المهام المكتوبة كأنها مذكرة رسمية من محكمة. إرسال رسالة ودية، أو استخدام إيموجي الوردة 🌹، أو حتى سؤال شخص عن ماذا يقرأ، عن أغنيته المفضلة هذا الأسبوع .. أمور لا تقلل من الاحترافية، الروبوتات تكتب رسائل رسمية باردة، البشر لا يفعلون ذلك.
لذا فاللطف ليس ميزة إضافية، بل ضرورة، في نهاية اليوم، لن تتذكر عدد المهام التي أنجزتها، بل كيف عاملك الآخرون وكيف عاملتهم أثناء إنجازك لهذه المهام.
الشخص التقني الذي لا يجيد القراءة والكتابة يشبه مهندس الصوت الذي لا يسمع جيدا، لا تحتاج أن تكون روائيا مثل هاروكي موراكامي أو غابرييل غارسيا ماركيز، فقط الحد الأدنى من صياغة الأفكار بوضوح، وقراءة ما هو أبعد من قائمة المهام.
التعلم ليس رفاهية، بل هو الحد الأدنى من البقاء، إذا لم تستطع تذكر آخر مرة تعلمت فيها شيئا جديدا، قرأت كتابا أو استمعت لبودكاست ما أو حتى مشاهدة فيلم نتفلكيس جديد، أو أي شيء ينمي الفكر فقد حان الوقت للقلق. الثقافة الصحية هي التي تشجع على التعلم المستمر.
العمل ليس سباق فورميلا 1، لكنه أيضا ليس نزهة في حديقة، إذا كنت مرهقا طوال الوقت، فهذه مشكلة، وإذا كنت مرتاحا طوال الوقت، فهذه مشكلة أكبر. لا تنتظر أن تنقذ الشركة من الإفلاس لتشعر بالإنجاز، حتى إغلاق 30 تبويبا غير ضروري في المتصفح قد يكون خطوة عظيمة (حسنا، ليس لهذه الدرجة). الفكرة أن الإنجاز ليس دائما حدثا ضخما يُكتب عنه في التقارير السنوية.
لدينا تنوع في شركتنا، جملة تُقال بنفس الحماس الذي يُعلن به عن آلة قهوة جديدة. لكن، ما هو التنوع حقا؟ هل يعني وجود أشخاص بمظاهر مختلفة في الصور الجماعية للشركة؟ أم يعني اختلافا حقيقيا في الأفكار، في الطرق التي نرى بها العالم؟ التنوع الحقيقي ليس سهلا، لأنه يعني وجود خلافات، وأسئلة محرجة. هل يجب أن نقبل التنوع؟ هذا سؤال خاطئ. السؤال الحقيقي هو: هل نستطيع تحمّله؟
الثقافة في نظري هي:
ما تشعر به عندما تفتح جهازك في الصباح، وما يمر في بالك عندما ترى اسم زميل في إشعارات Basecamp
أن تعرف أنك تستطيع أن تسأل دون أن تشعر بالغباء، وأن تجيب دون أن تشعر بالتعالي أو التفوق
أن تشعر بالأمان المطلق عندما تقول: لا أعرف، والاحترام عندما تقول: أعتقد أن هناك طريقة أفضل
أن يكون لديك الحرية في أن تفكر بصوت عال، دون الخوف من أن ينظر إليك كعنصر غير منسجم مع المجموعة
أن تجد في الزملاء الدعم لا المنافسة، أن تشعر أنك تعمل مع أشخاص، لا ضدهم
أخيرا ..
حاولت تجنب الحديث عن القادة، لكن بما أنهم ذُكروا في الحلقة، فلا مفر من ذلك…
حسنا، سأقولها بسرعة وأهرب:
أيها القادة، الشركة ليست هي المنتج. ولا المحتوى. ولا حتى الفريق المميز الذي يجتمع ليصنع شيئا رائعا. الشركة هي ثقافتها. هي تلك التفاصيل الصغيرة التي تحدد كيف يشعر الناس وهم يعملون معا.
انتهى 💨💨 🏃
